جائزة الأخوّة الإنسانية.. رسالة عالمية

  • 2023-Jul-24
نداء موجه للإنسان، من خلال العمل الذي يسابق القول. وواقع فاعل قائم على قيم التعايش والتسامح، ونشر ثقافة السلم لتحقيق الأمن المجتمعي، وفتح أفق الحوار بين مختلف الشعوب والأديان والثقافات. ذلك النداء الذي يتكئ إلى إرث الآباء والأجداد، مشحوذاً بهمم الورثة الأبرار، وممتداً بين الجسور القيمية الأخلاقية التي تنعم بديمومة عطاء إنساني حضاري متميز ومتفرد.. هذه هي ألفبائية دولة الإمارات العربية المتحدة، راعية الإنسانية وأخوّتها السامية. 
إن هذه الأرض الطيبة، وبأيدي شيوخها الأكارم، لا تتوقف عن العطاء في مبادراتها ذات الصبغة الإنسانية من الدرجة الأولى، والتي تجيء في سياقها «جائزة زايد للأخوة الإنسانية»، كفرع راسخ في شجرة وفيرة الطرح، ممتدة الطموح، إذ كعادتها لا تكتفي قيادة الإمارات الرشيدة بتسخير الإمكانات والموارد لإسعاد مواطنيها والمقيمين على أرضها السخية، بل تضم في ندائها للخير والمحبة وقيم التكافل والتناغم الإنساني، كافة بقاع العالم، مراهِنةً على «الأخوّة الإنسانية»، كأرضية خصبة وجب الالتفاف حولها، وحمايتها من كافة التحديات، واضعةً بذكائها وديبلوماسيتها القيادات الدينية أمام مسؤوليتها التاريخية، في حتمية تفعيل أيقونة العمل المشترك، تحقيقاً سوياً لأهداف الرسالات السماوية، وفحواها الغني بالمحبة والطمأنينة. 
إن وثيقة الأخوّة الإنسانية «الإماراتية الأصيلة»، وجائزتها، تمثل انعكاساً مخلصاً وصادقاً عن المكنون التاريخي القدير لدولة الإمارات، والتي جسَّدها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، عبر سياسته الحكيمة ذات البعد الإنساني، تدر بحصادها اليوم على عالم متعطش لتجربة كالتجربة الإماراتية الفذة، التي أثبتت كفاءَتها بالانتصارات المتلاحقة، على كافة التحديات، سواء الصحية التي دفعت العالم أكثرَ نحو التشارك والتعاون، أو «كابوس» التطرف والتنطع والإرهاب، مجتثةً جذوره السامة، ومربتةً على صدر الإنسانية أن «بسم الله على روحك حتى تطمئن»، فلا محل في قاموس الإنسانية للقتال والنزاع، ولا ديمومة لعصابات الإجرام، وكتائب الموت الحوثية والداعشية وغيرهما. 
إن العالم اليوم، يعيش ظروف زمان متسارع لا يتباطأ البتة، وظروفَ تحولات وتداعيات لم يعش مثلها من قبل، الأمر الذي يحتم ضرورة امتداد التجربة الإماراتية، ونشر قيمها الراسخة، الطامحة، لتعميق مبادئ الأخوّة الإنسانية، وحث الناس على التعاون والتكافل الإنساني. 
وفي الالتفات للإجراءات القانونية الفعلية التي انعكست على دستور الإمارات الحبيبة، فقد قضى قانون مكافحة التمييز والكراهية، بتجريم الأفعال المرتبطة بازدراء الأديان ومقدساتها، ومكافحة أشكال التمييز كافة، ونبذ خطاب الكراهية عبر مختلف وسائل وطرق التعبير. وتجريم التحريض على ازدراء الأديان أو المساس بها، فلا تقبل كراهية، ولا وجود للتمييز لأي سبب كان (الدين، أو العقيدة، أو المذهب، أو الملة، أو الطائفة، أو العرق، أو اللون، أو الأصل). وفي ظل كل ذلك، نقف وقفة احترام وتقدير لكافة الخطى الإنسانية الجادة، كجائزة الأخوّة الإنسانية، التي تستحث الهمم، وتحفّز الإرادة، وتوجّه الطموح نحو كل ما هو سامي، لإدارة بوصلة المثابرة نحو الأهداف الجليلة، باسم «جائزة زايد للأخوة الإنسانية»، زايد المحبة، وزايد الإنسان، الذي دام ذكره بإنسانيته. رحم الله «زايد» ووفّق شيوخ الإمارات الكرام في السير على نهجه، وصون إمارات التسامح التي تمثل منارةً إنسانيةً عالمية.

اشترك

اشترك في القائمة البريدية لتبقى علي تواصل دائم معنا