اختتام جلسات اليوم الأول للملتقى العالمي الأول لشباب المجتمعات المسلمة بأبوظبي
- 2019-Dec-08
اختتم الملتقى العالمي الأول لشباب المجتمعات المسلمة، الذي ينظمه المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، بعنوان "إعداد قادة الغد.. الالتزام والنزاهة والابتكار"، يومي 7 و8 ديسمبر 2019، أعمال جلساته لليوم الأول في العاصمة الإماراتية أبوظبي.
وأكد الدكتور روبرت دي كرين، مستشار الرئيس الراحل للولايات المتحدة ريتشارد نيكسون والنائب السابق لمدير مجلس الأمن القومي الأمريكي أهمية إعطاء الشباب من واقع الخبرة.
وقال كرين في الجلسة الأولى للملتقى بعنوان" كيف تكون قائداً في المستقبل؟" إن التحديات التي تواجه الشباب الآن أكبر من التحديات التي واجهت أي جيل سابق.. وإننا جميعنا نستطيع التعلم من الشباب لأنهم يواجهون مشاكل قد تكون خاصة بهم ولم تواجهنا من قبل".
وشدد دي كرين على أنه لابد أن يستمر التقدم الصناعي بعيداً عن السياسة والمنافسات، وأوصى بفهم مقاصد الشريعة كعنصر استشاري لإدارة المفاهيم، مؤكداً أن الأفراد لن يكونوا متعلمين إلا إذا تحلوا بالوعي الكافي والحب لحقيقة الله والوجود الكوني.
من جانبها قالت معالي روزي صوفيا أكبر، وزيرة التعليم والتراث والفن في فيجي، إن التعليم مهم جداً في بلادها، قائلة "نحن في فيجي نحدد مسؤولياتنا بناءً على الشباب، ونؤكد على ألا يتخلف أي طفل".
وأكدت أنه لا يمكن بناء القائد في يوم واحد، لذلك كان التعليم مهما جداً لبناء قادة المستقبل، مشددة أنه يجب علينا أن نشرح للطلاب ونعطيهم أسباباً بدلاً من تخويفهم، وأن لدى فيجي قوانين تمنع العنف الجسدي.
فيما أكد معالي عبد الحميد محمد فوزي، وزير الدولة السابق للتكامل والمصالحة الوطنية بسريلانكا، أنه لا بد من تعزيز الحماس والشغف لدى الشباب والنظر إليهم كأعظم قيمة موجودة، فهم قادة المستقبل. وقال إن الشباب يشكلون الدعامة الأساسية لتطوير دول العالم.. ومهمتنا الحفاظ على جيل الشباب وتوفير حياة كريمة لهم.
وشدد على أنه يجب علينا أن نطلق الكثير من المبادرات لدعم الشباب وتعزيز قدراتهم، قائلاً: "إن سيريلانكا أصبحت تواجه تحديات كبيرة، وما نهدف إليه أن تكون هناك بيئة حكومية تدعم الشباب".
كذلك قال معالي إبراهيموف عيسى محمد خابيفيتش، وزير الشباب في جمهورية الشيشان إن بلاده لديها هدف اليوم يتمثل في أن يكون الشباب قادة المستقبل، وأكد أنه إذا لم يكن لديك تعليم كاف، فلن يكون لديك أساس قوي.. وأنه يجب علينا أن نقدم للشباب أفضل الظروف لتطويرهم من كل النواحي".
من جانبه قال الدكتورعلي عزام، المؤسس المشارك لمؤسسة Virtue Ethics Foundation بالمملكة المتحدة أن "البشر بحاجة للحرية وعلينا أن نمارس حسنا الإنساني بحرية ونحن نعزز المساواة والحس الإنساني والعدالة الاجتماعية لتحقيق الرضا".
وأكد أنه إذا حققنا العدالة الاجتماعية فسنحقق السعادة وستتخطى هذه السعادة أي شيء آخر، موضحا أنه يجب على الشباب أن يطوروا النظريات ويصيغوا سياسات تحقق العدالة الاجتماعية العالمية.
وفي الجلسة الثانية من الملتقى تحت عنوان "المواطنة والدين في عصر الإعلام الجديد" قال السيد ما تشاو، كبير المحررين والصحفيين في تشاينا ديلي بهونج كونج، ن عدد المسلمين في الصين يتجاوز ٢٣ مليون شخص، بحسب إحصاء عام ٢٠١٠، وأشار إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي بالصين ساعدت في زيادة الاعتناق وجمع المسلمين مع بعضهم البعض، موضحا أن التقاليد والدين الإسلامي موجودة منذ زمن بعيد في الصين، بسبب غرس المساجد في الحياة الاجتماعية.
وقال إن وسائل التواصل الاجتماعي ساعدت المهاجرين المسلمين، حيث لعبت دوراً كبيراً في التواصل بينهم، مشيرا إلى أنه في عصر التواصل الاجتماعي يمكن لهذه المواقع أن تحافظ وتوحد المسلمين بشكل إيجابي، كما قد تكون أداة سلبية في الوقت نفسه.
من جانبه أعرب الدكتور يوكي شيوزاكي، أستاذ مشارك بكلية العلاقات الدولية في جامعة شيزوكا باليابان، عن تقديره للجهود التي بذلتها العاصمة الإماراتية أبوظبي لتنظيم هذا الملتقى حيث يشكل دلالة هامة من خلال التركيز على قضايا الشباب، وأوضح أن المجتمع الياباني المسلم صغير جدا بإجمالي ١٠٠ ألف شخص تقريبا، وأنه نظرا لازدياد عدد العمال الأجانب فإنه أصبحت هناك زيادة في عدد مسلمي اليابان.
وقال" الدين الإسلامي جديد بالنسبة للشعب الياباني، ولم تستخدم اللغة اليابانية للمصطلحات الإسلامية خلال الزمن، لذلك علينا أن نبدأ بتعليم الصغار وأن نكون مسلمين ويابانيين في الوقت نفسه وأنه من واجبنا أن نجعل المعرفة الإسلامية والدين الإسلامي متوفرين باللغة اليابانية.
كذلك أوضح السيد حمزة علي شاه، المركز التقدم العربي، بريطانيا، أن عدد المسلمين في بريطانيا يصل إلى ٤ ملايين نسمة ويشكلون جزءاً أساسياً من النسيج المجتمعي في المملكة، وقال إن على المسلمين بذل جهود أكبر للدمج في المجتمع وإلّا سيكون الدمج صعباً للغاية، موضحاً أن الكثير من الشباب المسلمين ولدوا في بريطانيا وتبوؤا مناصب كبيرة هناك مشيرا إلى أنه ليس هناك تعارض بين الدين والانتماء.
وقال" إن الأفكار المناهضة للمسلمين تنتشر على الإنترنت بسهولة، ولذلك علينا أن نفعل الشيء نفسه بنشر فيديوهات مناصرة للإسلام".
من جانبه قال السيد مايكل أمين كرامر، من جامعة غراتس بالنمسا، إن النمسا معروفة بتقديم التعليم الديني لديانات مختلفة في المدارس. وأضاف: "جميعنا نعيش على هذا الكوكب ونحن كبشر لدينا الكرامة البشرية ولا يحق لأحد أن يؤذي أحداً".
وأكد أن وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة تتيح لنا إنتاج المحتوى الذي يجمعنا بعضا ببعض.
كذلك أكد الدكتور علي بيلوسن نائب مدير صندوق دعم الثقافة والعلوم والدراسات الإسلامية في روسيا، أن الأفراد في المدن الكبرى لا يذهبون إلى رجال الدين بل إلى الطبيب النفسي الذي قد تكون معرفته الدينية قليلة جداً، وأوضح أن إحدى التبعيات السلبية للإنترنت هي تشويش الممارسات الأخلاقية.. ونحن بحاجة لخبراء نفسيين دينيين إلى جانب رجال الدين لرفع الوعي الديني.
وفي الجلسة الثالثة تحت عنوان "الاندماج والمشاركة المجتمعية عبر التعاون بين أتباع الأديان" أكد الدكتور إبراهيم المصباحي، مدير التعليم في الكلية الإسلامية، المملكة المتحدة، أن دور القيادة التعليمية غاية في الأهمية للحوار بين اتباع الأديان المختلفة، وقال إنه يجب تقديم حلول للمشكلات، وإن بارقة الأمل تأتي من خلال التعليم، مؤكدا الحاجة لقادة في مجال التعليم يفكرون خارج الصندوق وبطريقة غير تقليدية.
كما أوضح البروفيسور هي سو لي، أستاذ في قسم الأنثروبولوجيا الثقافية بجامعة هانيانغ، كوريا الجنوبية، أنه على خلاف المعتقد العام أن الإسلام دخل كوريا في الخمسينيات ولكن تاريخ الإسلام في كوريا كان من خلال العلاقات الكورية مع المسلمين منذ أكثر من ٢٠٠ عام، وهناك وثائق تثبت الصلات التجارية القديمة بينهم، وقال إن الكثير من المسلمين استقروا في كوريا وسُمح لهم بممارسة عقائدهم بحرية.
وأشار إلى أن المسلم يحاول أن يتفاعل مع كافة الثقافات الكورية من خلال الحوار مع الأديان الأخرى.
من جانبه أوضح راميل عزت الدين، عميد كلية الشريعة، الجامعة الإسلامية في كازان، روسيا، أن الإسلام يُعتبر اليوم ثاني أكبر دين في روسيا، مضيفا أنه في تتارستان يتعلم أكثر من ٤ آلاف طالب مسلم من داخل المنطقة وخارجها، وأشار إلى أنه في عام ٢٠١٧ افتتحت أكاديمية بلغار الإسلامية للدراسات العليا، وأن التعليم الديني والأخلاقي للشباب مهم لمسلمي جمهورية تتارستان.
وقالت الدكتورة فتيحة أزهرهوني، المؤسس المشارك لأكاديمية ليدن الإسلامية، جامعة ليدن، هولندا، أنه لدينا ٩٥٠ ألف مسلم وهذا يمثل ٦ بالمئة من سكان هولندا، موضحة أن الطلاب باتوا بحاجة للتعلم عن الإسلام بسبب السياسة والاقتصاد وغيرهما.
وقالت "نحن في هولندا نعلم الإسلام كما يعلمه العلماء من خلال برامج ودورات معينة، مؤكدةً على أهمية التعليم ودور أولياء الأمور في تعليمهم وتدريبهم على التعامل مع غير المسلمين.
وكان معالي الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، ألقى كلمة في بداية انطلاق أعمال الملتقى العالمي الأول لشباب المجتمعات المسلمة، قال فيها: "أرحب بكم في أبوظبي ونحن سعداء باحتضان هذا الحدث الذي يعتبر أملاً لهذه الأمة وللمسلمين".
وأكد معاليه "أننا في الإمارات لدينا رؤية تتمثل بعدم استيراد أزمات الماضي.. بل أن نعيش واقعنا ونصنع مستقبلنا وهذا ما ندعوكم إليه"، مؤكداً أن الإسلام دعانا إلى التسامح مع غير المسلمين، والأوْلى أن نتسامح مع بعضنا البعض.
وأوضح النعيمي أن شبابنا يعيش تحديات مختلفة، ونحن بحاجة للاستماع إليهم، فالمستقبل لهم ودعونا نعطيهم فرصة صناعة المستقبل بتحمل مسؤولياتهم.
وأضاف رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة: "نتطلع للتعاون المشترك من أجل إيجاد حلول لمشكلات المسلمين حول العالم.. وأنصحكم بعدم استجرار أزمات الماضي بل إفادة وبناء مجتمعاتكم ودولكم ودينكم وفقا لما يناسب احتياجاتكم وتحدياتكم.
ويُعد الملتقى العالمي الأول لشباب المجتمعات المسلمة، منصة تجمع قادة المجتمع والعلماء والناشطين والفنانين ورواد الأعمال والمبتكرين لطرح استراتيجيات ومناهج وبرامج جديدة وبحثها ووضع تصور لتنمية مهارات القيادة بين الشباب المسلم في العالم.
ويُعتبر المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، والذي يتخذ من أبوظبي مقراً له، بيت خبرة لترشيد المنظمات والجمعيات العاملة في المجتمعات المسلمة، وتجديد فكرها وتحسين أدائها من أجل إدماج المجتمعات المسلمة في دولها بصورة تحقق لأعضائها كمال المواطنة وتمام الانتماء للدين الإسلامي.