المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة يختتم مؤتمره الافتراضي "المرأة المسلمة بعد عام من كوفيد-19.. مسارات وتطلعات مستقبلية"

  • 2021-Mar-08

اختتم المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، الاثنين 8 مارس 2021، مؤتمره الافتراضي "المرأة المسلمة بعد عام من كوفيد-19.. مسارات وتطلعات مستقبلية""، بمشاركة نخبة من الأكاديميات والمتخصصات والقياديات والعلماء والفقهاء من مختلف دول العالم، وذلك على مواقع التواصل الاجتماعي للمجلس.

وفي كلمته الافتتاحية للمؤتمر، هنأ معالي الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، النساء بمناسبة اليوم الدولي للمرأة الذي يوافق الثامن من مارس/آذار كل عام، مثمناً مشاركة المتحدثات في المؤتمر وتفاعلهن الإيجابي بما يعزز مكانة المرأة المسلمة ويصحح نظرة الآخرين عنها، داعياً للتركيز على تواجد المرأة المسلمة في كل المناسبات الوطنية والعالمية وحضورها كشخصية فاعلة ونشيطة ومهتمة بالشأن العام.

وأكد معاليه أنه في العالم الإسلامي وخارجه نحتاج لتغيير الصورة النمطية عن المرأة المسلمة في مجتمعاتنا ولدى الآخر، موضحاً أن هذا اليوم يهم الرجل والمرأة على حد سواء، بغض النظر عن دين المرأة أو جنسيتها أو عرقها، وكذلك أهمية أن تحصل المرأة المسلمة على حقوقها أينما كانت وأن تكون فاعلة ولها دور إيجابي وأن تحمي دورها تشريعات وقوانين ودساتير الدول.

كما تقدم سعادة الدكتور محمد البشاري، الأمين العام للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، بالتهنئة إلى كافة النساء في اليوم العالمي للمرأة الذي يُعتبر عيداً يومياً للاحتفاء بدور المرأة وبجهودها الكبيرة في التنمية والازدهار، داعياً لتسليط الضوء على دور المرأة المسلمة في الجانب التعليمي والتربوي والتكافل الإنساني والحوار والتواصل الحضاري مع المكونات المجتمعية، مؤكداً أن المؤتمر يخلّد اليوم العالمي للمرأة، وهذا اليوم للرجل والمرأة معاً ضمن شراكة إنسانية.

وأضاف سعادته: "في كل يوم ندعو لتشييد دور المرأة في العالم، وبدون المرأة لا تتم الشراكة الحضارية.. والمرأة المسلمة لها دور كبير في العمل التأصيلي والإسلامي والإنساني في العالم أجمع.. ونتطلع لتحقيق المساواة بين الرجل والمرأة بما يعكس التنمية المجتمعية والشهود الحضاري".

وبدأت الجلسة الرئيسية للمؤتمر الافتراضي "المرأة المسلمة بعد عام من كوفيد-19.. مسارات وتطلعات مستقبلية"، الذي نظمه المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، بإدارة السيدة ليا محموتوفا، رئيسة اتحاد المرأة المسلمة لدول البلطيق في أوروبا.

وفي كلمتها، قالت الأستاذة الدكتورة أماني لوبيس، رئيسة جامعة شريف هداية الله الإسلامية الحكومية في إندونيسيا، إن بلادها شهدت تطوراً تنموياً وتحسناً لأوضاع المرأة، وأن قضايا المرأة الإندونيسية هي الفجوة بين الذكور والإناث بالتعليم الأساسي، والعنف، وضعف مشاركتها في الحياة السياسية، مؤكدةً أن المرأة الإندونيسية شريك للرجل، حيث تتمثل استراتيجيات حل مشكلات التمكين التعليمي والاقتصادي للمرأة الإندونيسية في التعاون الثقافي والعلمي والدورات التربوية ومأسسة الأنشطة الشبابية وتأهيل المقبلين على الزواج.

وأشارت الدكتورة وداد نائبي، مديرة معهد ابن بطوطة الأفريقي في بنين، إن المرأة المسلمة قدمت دوراً كبيراً في خدمة الإنسانية، ولا يمكن للبشرية أن تتقدم بدون تعزيز دور المرأة، حيث لعبت دوراً مؤثراً مهماً في التعلم والتربية والصحة، من خلال شخصيتها القيادية الهادفة والاحترافية، مؤكدةً أن العالم ركز على دور النساء حول العالم وكيفية دعمهن مجتمعاتهن ودولهن لتحقيق التنمية المنشودة، داعيةً للعمل على تعزيز الوعي العاطفي بين الزوجين لتحسين الصحة والحياة الزوجية ومواجهة التحديات.

كما تحدثت الدكتورة روزانا سيريجنانو، مساعد تدريس وزميل فخري في جامعة نابولي بإيطاليا، عن تجربتها الشخصية في تقديم دورات تدريبية لمسلمي إيطاليا وغيرهم عن تعليم اللغة والثقافة العربية وتفسير القرآن ومنهج الإسلام في التعليم، معبرةً بالقول "فوجئتُ برد فعل إيجابي لغير المسلمين في الدورة التدريبية وتأثرهم بالقرآن وبسيرة الرسول (ص)"، داعيةً للتكفير في الله وليس في الأشياء المادية والتأكيد على الجانب الروحي، فالمرأة المسلمة تقدم لدينها ولمجتمعها ويمكنها تقديم مشاريع مبتكرة في خدمة وطنها ودينها دون خوف.

كما قالت السيدة فلافيا مارتينيلي دي ميديروس، محامية وعضو مؤسس في الرابطة الوطنية لفقهاء القانون في البرازيل، إن الإسلام منح المرأة كافة حقوقها، وفي اليوم العالمي للمرأة نحتفل بالإنجازات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية للمرأة، قائلةً إن هذا اليوم يمثل دعوة للعمل لتسريع التوازن والمساواة بين الجنسين وتغيير الصورة النمطية عن المرأة المسلمة في الإعلام، حيث أكد الإسلام على تعزيز وضع المرأة ومنحها حقوقاً متساوية مع الرجل دون تفرقة على أي أساس، بل تقديرها واحترامها وتمكينها.

ودعت السيدة آسيا موكوا عمر، المؤسس والمدير التنفيذي لموقع "أمانات" أول شبكة اجتماعية للنساء المسلمات في أوكرانيا، إلى إحداث الفرق في وضع المرأة المسلمة، وخاصة مع تفشي وباء كورونا وظهور موجة العنف المنزلي وتقلص جودة التعليم والتحديات الاقتصادية، مؤكدةً عملها في موقعها على دعم النساء وقدراتهن عبر دورات تدريبية مجانية ومشاريع تحمي حقوق المرأة المسلمة بموجب الشريعة وقوانين الدول ودساتيرها، وكذلك تدريب النساء على العمل عن بُعد وتعزيز حقوقها الحضارية وإنشاء برنامج خاص بالمراهقين لتنشئة جيل جديد بتأمين فرص العمل والتعليم.

وفي ختام المؤتمر، تقدمت السيدة أرم سك، رئيسة جمعية المخلصات لله ومفتشة في التعليم العربي بالمدارس العربية في السنغال، بالتهنئة إلى النساء في اليوم العالمي للمرأة، التي تُعتبر الأساس المجتمعي في البناء والازدهار والتنمية والاستقرار، وأكدت أن المرأة عنصر أساسي، وإن صلحت المرأة صلح العالم بأسره والعكس صحيح، فالمرأة هي الشريك الفعال الموجه للرجل، قائلةً إن الجمعيات الإسلامية في السنغال لعبت أدواراً مهمة في مواجهة وباء كورونا، سواء مادياً أو معنوياً أو لوجستياً، فيما تسعى جمعيتها لتعزيز دور المرأة في المجتمع ومساعدتها في العمل والتعليم والحياة ومواجهة التحديات بهدف الاندماج الإيجابي.

جدير ذكره أن المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة منظمة دولية غير حكومية، يتخذ من العاصمة الإماراتية أبوظبي مقراً له، حيث يُعتبر بيت خبرة لترشيد المنظمات والجمعيات العاملة في المجتمعات المسلمة، وتجديد فكرها وتحسين أدائها من أجل تحقيق غاية واحدة؛ وهي إدماج المجتمعات المسلمة في دولها؛ بصورة تحقق لأعضائها كمال المواطنة وتمام الانتماء للدين الإسلامي. ويسعى المجلس، من خلال عقد العشرات من المؤتمرات والندوات والأنشطة الافتراضية إلى توطين مفاهيم التعددية الدينية والعرقية والثقافية، بما يحفظ كرامة الإنسان واحترام عقيدته ويرسخ قيم الاعتدال والحوار والتسامح والانتماء للأوطان.

اشترك

اشترك في القائمة البريدية لتبقى علي تواصل دائم معنا