الأخبار

أكد الدكتور ماهان ميرزا، أستاذ الإسلام والعلوم في كلية كيو للشؤون الدولية، والمدير التنفيذي لمعهد الأنصاري للانخراط العالمي مع الدين في جامعة نوتردام بإنديانا، الولايات المتحدة الأمريكية، أن ظهور الدين الإسلامي ميلادٌ للفكر وكمالٌ في استكشاف النظر للأمور الكونية، وأن نبي الإسلام محمد (ص) يفصل بين العالمين القديم، داعياً للتفكير في التراث الإسلامي كحوار عظيم وحيٌّ وعميق بين العلماء.

وأوضح ميرزا، خلال ندوة افتراضية للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، اليوم السبت 17 أكتوبر 2020، بعنوان (الإسلام وقصتنا الكونية الجديدة)، أن ثقافات العالم هجينة ومتداخلة والحضارة الإسلامية هي كل المعارف والعلوم الإنسانية المتنوعة، منوهاً إلى التجربة الثرية للعلماء المسلمين في الحضارة وهم "ابن سينا" و"البيروني" و"الغزالي" و"ابن رشد" و"ابن تيمية" الذين تميزوا باختلافهم الفكري في تفسير الكون، مؤكداً أن مهمة كل جيل هي إعادة تقييم التراث، ومنظور كل جيل يختلف للعالمين الجديد والقديم.

وأشار أستاذ الإسلام والعلوم في كلية كيو للشؤون الدولية إلى أن الفلسفة الكلاسيكية هي السائدة في فهم الأسئلة الكونية والفقه وعلم اللاهوت والكلام والقانون والأخلاق، داعياً إلى توسيع الحدود الخاصة بالهوية المجتمعية وإرساء مفاهيم جديدة تتبنّى التراث الثقافي.

وأضاف: "على الحضارة الإسلامية العظيمة عدم التفكير باتجاه واحد، وإدراك الاختلافات، والتحلي بانفتاح الذهن، والتفكير بصورة مبتكرة، واحترام الخلافات والتسامح"، مقترحاً "إعادة النظر في النظام التعليمي، وضبط التعليم وإدارة التفكير، وإرساء التوازن والانفتاح، وتقديم أدوات التفكير للطلبة".

جدير ذكره أن المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة منظمة دولية غير حكومية، يتخذ من العاصمة الإماراتية أبوظبي مقراً له، حيث يُعتبر بيت خبرة لترشيد المنظمات والجمعيات العاملة في المجتمعات المسلمة، وتجديد فكرها وتحسين أدائها من أجل تحقيق غاية واحدة؛ وهي إدماج المجتمعات المسلمة في دولها؛ بصورة تحقق لأعضائها كمال المواطنة وتمام الانتماء للدين الإسلامي.

ويسعى المجلس، من خلال عقد العشرات من المؤتمرات والندوات والأنشطة الافتراضية إلى توطين مفاهيم التعددية الدينية والعرقية والثقافية، بما يحفظ كرامة الإنسان واحترام عقيدته ويرسخ قيم الاعتدال والحوار والتسامح والانتماء للأوطان.