المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة يحذر من إطلاق موجة جديدة من العنف المبرر دينياً

  • 2021-Jan-13

بيان صادر عن المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة


يهيب المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة بالمجامع الفقهية، والمراجع الدينية، والهيئات التشريعية أن تسارع إلى تجريم خطاب الكراهية، وازدراء الأديان والمعتقدات، والتحريض عليها؛ من خلال خطاب تكفير الآخر، ونزع الشرعية عن وجود أتباعه. ويذكر المجلس بما قامت به دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 2015؛ حيث أصدر رئيس الدولة قراراً بقانون حمل رقم 2 يجرم خطاب الكراهية والتمييز وازدراء الأديان، ونص في ديباجة القانون أنه لا يجوز استخدام وتوظيف حرية التعبير أو حرية الرأي لتبرير ازدراء الأديان، أو التحريض ضد أتباعها، أو نشر خطاب الكراهية والتمييز.

ويأتي تحذير المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة بناءً على رصد بدايات موجة جديدة من توظيف النصوص الدينية لحشد الشباب للاندفاع نحو العنف، والإرهاب؛ شبيهة بتلك الموجة التي سبقت أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، والتي ساد فيها خطاب ديني يستظهر بالنصوص الدينية لتحقيق أهداف سياسية، موظفاً مفاهيم الولاء والبراء توظيفاً سياسياً يخرجها من مضمونها العقائدي الفردي، إلى إيديولوجية سياسية تتعلق بالعلاقات بين الأديان والدول والمجتمعات؛ مما أدى إلى ظهور جيل من الشباب انخرط في العنف بصورة أدت إلى أحداث دولية كبرى مثل أحداث سبتمبر التي كانت نتائجها كارثية على العالم الإسلامي.

ويؤكد المجلس على أن الموجة الجديدة لخطاب تبرير وتسويغ العنف والإرهاب تحت شعار الولاء والبراء، والفهم المغلوط لمفهوم الدين الذين ينفي عن العقائد والرسل السابقين مشروعية الوجود، ويجعل أهل الكتاب هدفاً مشروعا للإرهاب والقتل تحت حجج وذرائع لا أصل لها في القرآن الكريم الذي يضعها صريحة واضحة، "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (البقرة: 62)، إذ أن هذه الآية التي تضع أربع قواعد :الإيمان بالله، واليوم الآخر، والعمل الصالح، و شريعة الرسل الأسبقين، تجمع المؤمنين بكل الكتب السماوية. ولذلك يأمرنا الله سبحانه بالإيمان بالكتب والرسل دون تفريق أو تمييز " آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (البقرة: 285".

ويدعو المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة المؤسسات الدينية الكبرى في العالم الإسلامي إلى أن تهب لمواجهة هذه الموجة من خطاب الكراهية؛ المؤسس على تحريف النصوص الدينية لتحقيق أهداف سياسية؛ وذلك قبل أن يستفحل الأمر، في ظل حالة السيولة الفكرية والثقافية التي يعانيها العالم مع توظيف وسائل التواصل الاجتماعي للحشد الجماهيري. كما يدعو المجلس المجالس النيابية والتشريعية العمل على استصدار قوانين وطنية وأممية تجرم الغلو والتكفير وملاحقة منظريه والبلدان الحاضنة لهم.

اشترك

اشترك في القائمة البريدية لتبقى علي تواصل دائم معنا