الأخبار

نظم المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، محاضرة افتراضية بعنوان «وئام الأديان وثقافة الإسلام في الأندلس»، ألقاها الدكتور ألفريد جوتيريز كافانا، أستاذ اتجاهات العولمة في الشرق الأوسط بجامعة كوميلاس في مدريد.

استهلّ الدكتور كافانا حديثه بالتأكيد على أن الأندلس كانت دائمًا مساحة تجمع الشرق بالغرب، وأنها مثال فريد للتنوع الذي ميّز التاريخ الإسباني على المستويات الجغرافية والعرقية والدينية. وقال إن هذا المزيج خلق حضارة مزدهرة جعلت من الأندلس نموذجًا عالميًا في التعايش.

وأشار إلى أن الأندلس كانت منارة للعلم والتسامح، حيث عاش المسلمون والمسيحيون واليهود جنبًا إلى جنب، وتفاعلوا ضمن بيئة سمحت بازدهار الفنون والعلوم والعمارة. وهذا الإرث – بحسب قوله – ما زال حاضرًا في الهوية الإسبانية حتى اليوم.

وأوضح الدكتور كافانا أن نجاح هذا النموذج استند إلى التكامل والاحترام المتبادل بين الديانات الثلاث، لافتًا إلى أن دخول الإسلام إلى إسبانيا ترك أثرًا كبيرًا في تاريخها، وأغنى تراثها الثقافي والحضاري. كما ذكر أن إسبانيا تضم اليوم أكثر من مليوني مسلم يعيشون بسلام ضمن النسيج الاجتماعي العام.

وتطرق في حديثه إلى وثيقة الأخوة الإنسانية، معتبرًا أنها امتداد لروح الأندلس في تعزيز السلام والعدالة. وقال إن صدور الوثيقة من أبوظبي رسالة واضحة بأهمية الحوار والتقارب بين الشعوب، مشيرًا إلى أن الإمارات وإسبانيا تقدّمان نماذج معاصرة للتسامح والتعايش واحتضان مختلف الجنسيات والثقافات.