المجلس يعقد ندوة افتراضية بعنوان "التعايش الديني في أمريكا اللاتينية من الحوار إلى التعاون"

  • 2025-Aug-24

عقد المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، ندوة افتراضية، بعنوان "التعايش الديني في أمريكا اللاتينية من الحوار إلى التعاون"، وناقشت الندوة أهمية التعايش الديني لحماية المجتمعات في دول أمريكا اللاتينية، وذلك بمشاركة نخبة من الأساتذة والعلماء المتخصصين.


وخلال الندوة، قال الدكتور محمد بشاري أمين عام المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، إن الحوار والتعاون حاجة إنسانية ومقصد حضاري ولا تحده المسافات أو الجغرافيا.


وأضاف، أن التعايش الديني ضرورة وجودية لحماية المجتمعات وصون كرامة الإنسان.


وأوضح، أن مقاربة التعايش في أمريكا اللاتينية تقوم على ثلاثة مستويات: مقاصدي ومؤسسي وثقافي تربوي، مشيرًا إلى أن الفرق بين التسامح والتعاون أن الأول يقتصر على كف الأذى بينما الثاني يسعى لبناء المشترك الإنساني.


وأضاف، أن تعزيز الثقة يتطلب الاعتراف المتبادل بالكرامة والمشاركة العادلة في التنمية وتحصين الخطاب الديني والإعلامي، موضحًا أن الإسلام دين عمارة للأرض ومشاركة حضارية والتنوع فيه طاقة لبناء سلم إنساني عالمي.


بدوره، قال الدكتور الشيخ محمد البقاعي إمام مسجد البرازيل في ولاية ساو باولو، خلال الندوة، إن الثقة بين المسلمين وبقية مكونات المجتمع اللاتيني الأمريكي ليست كلمة نتحدث عنها فحسب بل هي عملية بناء طويلة تحتاج إلى أسس راسخة وصبر ومبادرة إيجابية.


وأضاف أن المجتمعات اللاتينية تتميز بالتعددية الدينية والثقافية وهو ما يجعل على المسلمين واجب المساهمة في هذا المجتمع بوعي وحكمة وبإظهار الصورة الحقيقية لدينهم.


وأوضح أنه على المسلمين الانفتاح على الحوار والتواصل مع المجتمعات اللاتينية والإسلام يشجع على الحوار ويدعو إليه، مؤكدًا أن الحوار ليس مجرد نقاش فكري أو ديني بل هو لقاء إنساني يتيح للناس أن يفهموا بعضهم بعضًا وأن يتبادلوا مخاوفهم وآمالهم وأن يزيلوا سوء الفهم المتراكم عبر التاريخ أو الإعلام أو الجهل المتبادل.


وأضاف أنه، يجب علينا كمسلمين أن نبادر بفتح قنوات تواصل مع دور العبادة والمراجع الثقافية وحتى مع المؤسسات المدنية لأن الحوار يولد الثقة والثقة تمهد للتعاون.


وأردف: يجب أن يكون المسلم قدوة في سلوكه وأخلاقه فالناس قد لا يقرأون القرآن لكنهم يشاهدون أفعالنا وتصرفاتنا والنبي محمد صلى الله عليه وسلم أعطانا أعظم مثال حين كان معروفا بين غير المسلمين في مكة بالصادق الأمين.


فيما قال الشيخ أحمد تايل، إمام مسجد أبي بكر الصديق في بوغوتا، إن الاصطدام بين بعض المجموعات البشرية ينشأ بسبب جهل كل منها بالأخرى ففي العصور الماضية كانت تكثر الحروب بين القبائل البعيدة أكثر مما تندلع تلك المواجهات العنيفة بين القبائل القريبة وذلك لاحتمال معرفة القبيلة لكثير من جوانب حياة القبيلة القريبة.


وأضاف، أنه كلما ازدادت معرفتنا بالبنية الفكرية والبنية العاطفية للآخر، غاب احتمال نشوب المواجهة العنيفة معه ولكي تتم هذه المعرفة يجب أن يكون هناك حوار مستمر مع الآخر.


وأوضح، أن هناك شرطًا يجب أن يتوافر في الحوار وهو أن يتم التركيز على القيم المشتركة والنقاط المشتركة بشكل عام.


وتابع أنه لولا وجود الاختلاف لفسدت الأرض ولولاه لهُدمت كما يقول البيان الإلهي صوامع وبيع وصلوات ومساجد كما أشار الله تعالى في القرآن الكريم.


وأضاف أن الحوار ضرورة لأن كل مشاكل المجتمعات هي مشاكل معقدة لا يمكن أن تحلها مجموعة بشرية واحدة بل يجب أن نكون قادرين على العمل كفريق مع الآخر لنتمكن من حل المشاكل المعقدة.


وأكد أن الحوار لا يجب أن يكون نوعًا من الدبلوماسية أو البراجماتية نستخدمها في حال الضعف بل يجب أن يكون الحوار  منهجًا لنا دائمًا سواء كنا أقوياء أو كنا ضعفاء.


من جهته، أكد القس جوزيه بيزون مدير بيت المصالحة في أبرشية ساو باولو، أن الكنيسة المسيحية تنظر إلى المسلمين باحترام فهم إخوة لنا يعبدون الله الواحد الحي القيوم الرحيم القدير خالق السماوات والأرض وهم يكرمون السيدة مريم أيضًا كما أنهم ينتظرون يوم القيامة لذلك يُقدرون الحياة الأخلاقية تقديرًا كبيرًا ويعبدون الله فوق كل شيء بالصلاة والصدق.


وقال: نركز على السعي بصدق للتفاهم المتبادل بين الأديان والدفاع معًا عن العدالة الاجتماعية وكذلك القيم الأخلاقية والسلام والحرية للجميع وتعزيز كل هذه المبادئ.


وأضاف، الكنيسة تُدين كل تمييز عنصري أو ديني كما تُدين كل تمييز أو عنف يمارس على أساس العرق أو اللون أو المكانة الاجتماعية.


وتابع: وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك التي وقعها في أبوظبي البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية الراحل، والإمام أحمد طيب شيخ الأزهر، تجسد دعوة للتعايش الأخوي ونشر ثقافة السلام بين مختلف الأديان.


وأضاف: توقيع الوثيقة كان لحظة مهمة جدًا بمشاركة شخصيات دينية لخلق حوار مسيحي يهودي وإسلامي بغض النظر عن اختلافاتنا لأن ما نسعى إليه هي التسامح والأخوة.


واختتم كلامه بالقول، إنه يجب احترام التقاليد الدينية المختلفة وأن نتعلم ونتحدث مع بعضنا البعض.

اشترك

اشترك في القائمة البريدية لتبقى علي تواصل دائم معنا