
المجلس ينظم ندوة افتراضية بعنوان "الإسلام والهويات الثقافية في أمريكا اللاتينية: تجارب ناجحة في التعايش الفعال"
- 2025-Aug-11
عقد المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، ندوة حوارية عن بُعد، وناقشت الندوة "التعددية الثقافية والاختلاف الأيديولوجي وتنوع العرقيات في مجتمع أمريكا اللاتينية، ودور الجاليات المسلمة وأثرها في تعزيز قيم التعايش الفعال في المجتمع، وذلك بمشاركة نخبة من الأساتذة والعلماء المتخصصين في المجتمع اللاتيني بشكل عام، والمبرازيل على وجه الخصوص.
وخلال الندوة، تحدث سعادة الدكتور محمد بشاري أمين عام المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، مؤكدًا أن المجلس أطلق مبادرات لتعزيز ثقافة الحوار وبناء تحالفات إنسانية لمكافحة الكراهية والتطرف، وأضاف أن الحوار ليس للتفاخر أو المجاملة بل خيار استراتيجي وموقف حضاري لمواجهة التطرف والعنصرية واختطاف الدين.
وأوضح أن المسلمين خارج العالم العربي ليسوا أقليات هامشية بل عناصر فاعلة في بناء مجتمعاتهم وتعزيز التعايش، وضرب مثلًا بالبرازيل التي تمثل بيئة مثالية لإطلاق هذا الحوار بسبب تنوعها الثقافي وتجربتها الغنية في التعددية.
وأشار إلى أن الإسلام دين سلام وتعارف والاختلاف سنة كونية تؤسس لتفاهم إنساني وتعاون حضاري، وأن الأديان الكبرى تتقاطع في قيمها الكونية من حيث تعزيز كرامة الإنسان والعدل وصون البيئة.
مختتمًا بأنه علينا تطوير الخطاب الديني بمضامين حديثة تُشرك الشباب وتمكّن المرأة وتواجه تحديات العصر، المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة أطلق مبادرات لتعزيز ثقافة الحوار وبناء تحالفات إنسانية لمكافحة الكراهية والتطرف.
وخلال الندوة تحدث عمر البريكي، الأمين العام المساعد للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، موضحًا أن المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة يهدف إلى تأسيس مسار عمل مشترك يخدم الإنسان والمجتمع، ونوه إلى أن المجلس يعمل على تفعيل منصات رقمية للحوار تجمع القيادات الفكرية والدينية من أمريكا اللاتينية والعالم الإسلامي.
وكشف "البريكي" عن خطط المجلس لتنظيم سلسلة ندوات حضورية وافتراضية تناقش قضايا المواطنة والهوية والتعددية ودور الأديان في مواجهة التطرف، وإيلاء الاهتمام بدعم شبكات شبابية تعزز الحوار والتفاهم والتعايش داخل المجتمعات، مع العمل على تأهيل قيادات دينية ومجتمعية لاتينية تتفاعل بوعي واعتدال مع تحديات العصر، مؤكدًا دعم المجلس مؤتمر COP30 في البرازيل لإبراز دور القيم الدينية في حماية البيئة وبناء وعي مشترك بأخلاقيات المناخ، مختتمًا بقوله: "نطمح لإنسان أكثر كرامة وعالم أكثر تواصلًا ومستقبل أكثر سلامًا بإذن الله".
وتحدث خلال الندوة أيضًا الدكتور باولو غابرييل هيلو دا روشا بينتو أستاذ الأنثروبولوجيا في الجامعة الفيدرالية الفلوميننسية "UFF"، موضحًا أن الجاليات المسلمة مندمجة في المجتمع المحلي بمعظم البلدان وأغلبيتهم من السنة وهناك تنوع داخل هذا المذهب.
ولفت إلى وجود الصوفيين في البرازيل والأرجنتين وشيلي وهم يحتكون بالجاليات من مختلف البلاد.
ولفت أيضًا إلى وجود المذهب الشيعي في ترنداد وتوباجو، مؤكدًا أن هذا الحضور والتنوع في أمريكا اللاتينية يعكس قيمة التعايش والسلام.
كما أوضح د. باولو أن الهجرة والمهاجرين يحددون هويات الجاليات ومذاهبها كالأحمديين والعلويين من سوريا وتركيا وغيرهما، فهناك هويات ثقافية وأيديولوجية وتيارات يسارية ورؤى متعددة تحكم الشعوب في أمريكا اللاتينية وبالطبع هذا يؤثر على المسلمين في تلك المنطقة، مختتمًا حديثه بأن ثقافة الانفتاح على ثقافات الآخرين جزء أصيل لا يتجزأ من الهوية الثقافية لدى شعوب أمريكا اللاتينية.
وخلال الندوة تحدثت الآنسة فابيولا أوليفيرا أستاذة وناشطة اجتماعية ومؤثرة رقمية، مشيرة إلى أن الحديث عن الإسلام والهويات الثقافية يتطلب البدء بقراءة تاريخ المرحلة الاستعمارية واستقدام الناس من أفريقيا كعبيد إلى أمريكا اللاتينية خاصة البرازيل وإسهامات هؤلاء في بث الديانة الإسلامية للبرازيليين.
وأوضحت أن الإسلام أصبح جزءًا لا يتجزأ من هوية البرازيليين المسلمين، واعتناق الإسلام في هذه المنطقة مثّل هوية شخصية للكثيرين، لافتة إلى أن هناك حوارًا اجتماعيا يجمع مختلف الأيديولوجيات في أمريكا اللاتينية بما فيها المسلمون وهو ما يساهم في تعزيز الهوية البرازيلية ويرسخ قيم المواطنة غير القائمة على العرقية.
وأشارت فابيولا إلى أن المرأة المسلمة في المجتمع البرازيلي تعاني بعض الصعوبات لكنها تتجاوز تلك التحديات كجزء من المجتمع، مشيرة إلى أن في البرازيل إعلاء لقيم التعايش والحوار من الجميع وللجميع دون تمييز عرقي أو طائفي، موضحة أن المساجد تمثل هوية ورمز المسلمين في البرازيل الذين يعيشون بجوار تلك المساجد وللأسف لا توجد مساجد في بعض المدن البرازيلية، كما أن المساجد تلعب دورًا مهمًا لتعزيز قيم الحوار بين جميع التيارات والديانات وترسيخ مبادئ التعايش الفعال.
وأيضًا تحدث الدكتور علي حسين الزغبي رئيس اتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل – فامبراس، خلال ندوة "الإسلام والهويات الثقافية في أمريكا اللاتينية: تجارب ناجحة في التعايش الفعال"، مؤكدًا أن هذه الندوة ذات أهمية قصوى في أمريكا اللاتينية بشكل عام وفي البرازيل على وجه الخصوص.
وأشار إلى أن البرازيل تتميز بهويتها المنفتحة على ثقافات وتيارات متنوعة تلك التعددية هي التي تدعم بقوة تجارب التعايش الفعال الناجحة.
مختتمًا حديثه بأن الإسلام يدعو للتسامح والتعايش بالأفعال وليس فقط بالكلام، ولا تعارض بين التمسك بالتعاليم الإسلامية وممارسة التعايش بين المجتمعات التي يوجد بها الكثير من المختلفين في الدين والأفكار.