الأخبار

قدّم سعادة الدكتور محمد بشاري أمين عام المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، اليوم، الخميس 27 فبراير 2025، عرضًا لكتابه «الفرقة الناجية.. وهم الاصطفاء» خلال محاضرة بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، بحضور سعادة الدكتور خليفة الظاهري، مدير الجامعة، وأدار الندوة الأستاذ الدكتور رضوان السيد، عميد الدراسات العليا، وسط حضور نخبة من الأساتذة والطلبة.

وأكد الدكتور بشاري، أن مفهوم «الفرقة الناجية»، قد استُغل تاريخيًا لتبرير الإقصاء والتكفير، بينما الإسلام دين وحدة ورحمة، يدعو إلى التآخي والتعايش بين المسلمين.

وأوضح أن الأحاديث المتعلقة بافتراق الأمة تتطلب قراءة نقدية وفق منهجية علمية، حيث أشار العلماء إلى وجود اختلافات في الروايات، مما يستوجب الحذر في استخدامها لبناء تصورات تؤدي إلى التفرقة بين المسلمين.

وأكد أن حديث الفرقة الناجية حديث مضطرب لتعدد رواياته واختلاف ألفاظه، وفيه إدراج؛ أي زيادات من بعض الرواة مثل «كلها في النار إلا واحدة»، وهو ما جعل بعض العلماء يردونه، بينما رفض أغلبهم تلك الزيادات، مؤكدين ضرورة التعامل معه بحذر وفق منهج علمي نقدي.

وتناولت المحاضرة أثر التفسير السياسي لمفهوم «الفرقة الناجية»؛ حيث استُخدم عبر التاريخ لتعزيز الهيمنة الفكرية لبعض الجماعات، مؤكدًا ضرورة إعادة قراءة النصوص وفق مقاصد الشريعة التي تدعو إلى العدل والرحمة.

وأكد الدكتور بشاري، أن مراجعة التراث الديني بمنهجية علمية لا تعني الطعن فيه، بل تصحيحه وتنقيحه بما يخدم وحدة الأمة، مشددًا على أن الإسلام لم يأتِ لتأسيس طوائف متناحرة، بل لبناء مجتمع متماسك يقوم على المحبة والتعاون.

واختتمت المحاضرة بالتأكيد على أن الإسلام دين يتسع للجميع، وأن مفهوم النجاة مرتبط بالعمل الصالح وليس بالانتماء إلى جماعة معينة، داعيًا إلى تعزيز الفكر النقدي المستنير لمواجهة استغلال الدين في تأجيج النزاعات الفكرية والمذهبية.