أمين عام المجلس يشارك في المؤتمر الدولي "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" في مكة المكرمة

  • 2024-Mar-19

شارك سعادة الدكتور محمد البشاري، أمين عام المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، في المؤتمر الدوليّ: «بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية»، الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي، في مكة المكرمة، يومي 17 و18 مارس 2024‬.


وأكد سعادة الدكتور محمد بشاري، على أن تفرّق أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في الأمصار، وإفتاؤهم بما رأوه، ليس إلا تأكيدًا على أن الشريعة الإسلامية قادرة على استيعاب الاختلاف، وأن هذا التنوع هو من رحمة الله بعباده، لا من مواطن الشقاق.


وأضاف «الوحدة في جوهرها لا تعني التماثل، بل تعني التواصل والتفاهم في ظل التنوع. وهكذا، تبقى هذه القصة شعلة تنير درب الساعين نحو فهم أعمق وأشمل لرسالة الإسلام، التي تجمع ولا تفرق، تعلي ولا تضع، وتدعو دائمًا إلى الرحمة والتسامح والعدل».


وقال أمين عام المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة «في سعينا لتعزيز التقارب بين المذاهب الإسلامية، يبرز دور الأصول المشتركة والمناهج الفقهية كأساس للتقريب بين المذاهب الإسلامية».


وأوضح «تُعتبر هذه الجهود ضرورية لتجاوز الخلافات الفرعية التي طالما أثرت على التماسك الداخلي للمجتمعات الإسلامية».


وأشار إلى أن «التركيز على الأصول المشتركة والمنهجية في التعامل مع الاختلافات يمكن أن يعطي دفعة قوية للتقارب بين المذاهب الإسلامية، وهذا يتطلب من العلماء والمجتهدين في عصرنا الحالي السعي للحوار والتفاهم المبني على الاحترام المتبادل».


وقال سعادة الدكتور محمد بشاري «مراعاة الخلاف ليست مجرد خطوة إجرائية، بل هي استراتيجية عميقة متجذرة في الروح الفقهية الإسلامية، تسعى لتنقية النفس أولًا قبل التحلي بالقيم السامية كالتجرد والموضوعية».


وأضاف «تعد المدرسة المالكية من أبرز المدارس الفقهية في الإسلام بفضل تنوع أصولها وقواعدها، مما يمنحها موقعًا متقدمًا في سعة نطاق الاستدلال، وهذا التنوع والسعة أكسباها خصائص تميزها بالثراء والتجدد المستمر. من بين أصولها الفقهية، يبرز مبدأ "مراعاة الخلاف" كأحد الأسس التي منحت المدرسة المالكية بُعدها الفريد».


وأشار إلى ضرورة التركيز على القواسم المشتركة التي توحد المسلمين مثل: الإيمان بالله والرسول محمد صلى الله عليه وسلم، والكتب السماوية، والأعمال الصالحة كأسس للحياة الروحية، وأكد أنه من خلال التركيز على هذه الأسس المشتركة، يمكن تقليل الشقاقات الناتجة عن التفسيرات المتباينة للقضايا الفرعية.


وأضاف أمين عام المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة أن «توفر قاعدة مراعاة الخلاف فرصة فريدة لتعزيز التقارب بين المذاهب الإسلامية، بما في ذلك بين السنة والشيعة، من خلال تعزيز ثقافة التسامح، والحوار، والاحترام المتبادل».


واختتم قائلاً: «من خلال تبني هذه القاعدة، يمكن للمجتمعات الإسلامية العمل نحو تحقيق وحدة أكبر وتجاوز الانقسامات التي عززتها السياسة عبر التاريخ».


يذكر أن المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة منظمة دولية غير حكومية، ويعتبر بيت خبرة لترشيد المنظمات والجمعيات العاملة في المجتمعات المسلمة، وتجديد فكرها وتحسين أدائها والتنسيق فيما بينها.

اشترك

اشترك في القائمة البريدية لتبقى علي تواصل دائم معنا