المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة يناقش كتاب "أحمد حاجي قاديروف.. الرؤية الشرعية والمنهج الرشيد"

  • 2021-Aug-05
عقد المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، صباح اليوم الخميس، 5 أغسطس 2021، ندوةً حول كتاب "أحمد حاجي قاديروف.. الرؤية الشرعية والمنهج الرشيد"، لمؤلفه عثمان أحمد عبد الرحيم، وذلك في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة.

تميزت الندوة بأهمية بالغة، ففضلاً عن المكان الذي تمت فيه مناقشة الكتاب، دولة الإمارات، أرض التسامح والأخوة الإنسانية والعطاء، احتفت الندوة كذلك برجل من رجال الأمة؛ وهو الشهيد والرئيس المؤسس الشهيد أحمد حاجي قاديروف، رحمه الله، والد فخامة الرئيس رمضان قاديروف، رئيس جمهورية الشيشان في روسيا الاتحادية.

وفي كلمته الافتتاحية بالندوة، قال معالي الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، إن "البطل الشهيد أحمد حاجي قاديروف قاد معركة ضد القاعدة، وتطلب ذلك شجاعة منقطعة النظير، فقد حمل قاديروف راية إنقاذ شعبه من الإرهاب الذي استطاع أن يكتسح بلداناً عدة ويعبر القارات ويدمر مقدرات شعوب مختلفة"، مؤكداً أن "الرئيس الشهيد قاديروف بطلٌ قدم لنا نموذجاً يتعلق بفهم وضع الإسلام والمسلمين كمكوّن في بلدان غير إسلامية، واستطاع أن يتوصل لمعادلة قبل نحو 20 عاماً؛ نحن اكتشفناها الآن ونعمل عليها". وأوضح معالي الدكتور علي النعيمي: "المعادلة كانت عبارة عن مبادرة شجاعة تبناها الشهيد قاديروف بإقرار أن جمهورية الشيشان هي مكوّن طبيعي من جهورية روسيا الاتحادية، وإقناع شعبه الذي خاض حروباً طويلة وعاش دماراً هائلاً بها، باعتبارها المخرج الحقيقي الذي يتناسب مع هذا العصر ويحقق لها الأمن والرفاهية". وأضاف معاليه أن "ميزة القيادة الشيشانية، سواء كانت في مرحلة الشهيد قاديروف أو الرئيس الحالي رمضان قاديروف، هي أنها تستثمر في الإنسان خاصة الشباب، وهذا يعبر عن التلاحم بين القيادة والشعب، فضلاً عن أن التجربة الشيشانية فريدة ومتميزة.. وأتمنى من المسلمين في مختلف دول العالم أن يدرسوها ويستفيدوا منها". وأشاد معالي عمروف دزامبولات، نائب رئيس مجلس الوزراء في الشؤون السياسية بجمهورية الشيشان، ووزير الإعلام السابق، في كلمته الافتتاحية، بـ "المنهج الرشيد والرؤية المستنيرة في تعامل الشهيد أحمد حاجي قاديروف مع القضايا الشرعية، وتوحيد نسيج الأمة، من خلال نبذ العنف والتعصب". وتحدث سعادة الدكتور محمد البيلي، رئيس "منظمة تربويون بلا حدود"، عن "فلسفة الشهيد قاديروف، وكيفية موازنتها بين مستجدات الواقع وتداعياته، والمنهج الشرعي"، موضحاً أن "الشهيد أحمد حاجي قاديروف نجح في إعادة تصدير صورة الشيشان في الوعي الجمعي العالمي، عندما تمكن من دحر الإرهاب، وترسيخ قيم التسامح والتعايش في أرض الشيشان، لتصيح نموذجاً ملهماً في المنطقة". وقال سعادة توركو داويدوف، مستشار رئيس جمهورية الشيشان في الدول العربية، إنه "يسعدني ويشرفني الترحيب بكم في هذه الفعالية التي نظمت بمناسبة مرور سبعين عاما على ميلاد شخصية من أروع الشخصيات التي كان لها دور رائد في تعزيز السلم الإنساني ونشر التسامح الحضاري ومواجهة ثقافة الحرب والاقصاء والتطرف مضحياً بنفسه في سبيل ذلك وهو الشهيد القائد أحمد حاجي قاديروف رحمه الله". وأكد أنه "لمن يمن الطالع وحسن المناسبة أن نحتفل بهذه المناسبة في زمان ومكان شاء الله أن يكون لهما نفس المقصد والهدف وهو التسامح والسلام"، وتابع: "أما الزمان فقد شاءت الأقدار أن يواكب ميلاد الشهيد أحمد حاجي قاديروف مناسبة ميلاد عام هجري جديد وكأنها إشارة قدرية إلى التوافق بين ميلاد رجل بدء العهد الجديد للشيشان في القرن العشرين مع بداية مناسبة حادثة الهجرة التي كانت أول عهد لدولة الإسلام الساعية للسلم ومحاربة الظلم واقصاء الآخر، وأما المكان فهو انعقاده وتنظيمه على أرض التسامح، حيث حرص فخامة الرئيس رمضان قاديروف، ابن الرئيس المحتفي به، وأصر أن يكون الاحتفال في دولة الإمارات المتحدة، وعلى ثرى ترابها الطاهر وهي قبلة السلام وأرض التسامح ووجهة التعايش". وفيما يتعلق بقصة الكتاب، قال سعادة توركو داويدوف: "بدأت قصة هذا الكتاب هنا، حيث أردنا، أنا وصديقي الدكتور عثمان عبد الرحيم، أن نبرز للعالم شخصية محورية في دعم التعايش الحضاري مضحياً في ذلك بأغلى شيء يملكه الإنسان وهو حياته، ولكن بمنهج جديد وليس من خلال سيرته الذاتية، ولا صفاته الشخصية بل بالحديث منهجه الشرعي وبيان رؤيته الإصلاحية حتى يكون نموذجا يقدم للإنسانية وتاريخا يقدم للبشرية يحتذى أثره، ويقتفى فعله، وينظر في اجتهاداته.. وتناولنا في جزء من الكتاب نهج فخامة الرئيس، وكيف انعكس ذلك كله على شخصية الرئيس رمضان، فأضحت شخصيته مؤمنة مهتدية، تتجه بمشاعرها وأحاسيسها لله تعالى، تستلهم منه الرشد والسداد، وتهتدي بنور الإيمان في سلوكها، وتتخذ الشريعة الإسلامية نبراسًا لها في تصرفاتها، وتحتكم إليها في كل شؤون حياتها". وقال سعادة الدكتور محمد العبيدلي، مستشار رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة للشؤون العلمية والأكاديمية: "عانت الشيشان من ويلات الحروب سنيين طوال، ومرت بظروف عصيبة على أهلها، إلى أن سخر الله لها قائداً فذاً أخذ بها إلى جادة الحق والصواب، وأسس وحدتها الوطنية وقاد استقرار البلاد ونهضتها، وأعاد رسم صورة الشيشان للعالم أجمع، ومحا تلك الصورة النمطية العالقة في الأذهان عن الدمار الذي خلفته الحروب المتتالية، وكذلك عن التطرف والإرهاب"، مضيفاً أنه "كان المؤسس، رحمه الله، أحمد قاديروف، حكيماً ملماً بالأحكام الشرعية وعارفاً بمآلات الأمور، حريصاً على تأسيس وطن يستقر به شعبه الكريم وينعم بكافة سبله، فكان رافضاً للحرب الثانية مقدراً المصالح والمفاسد وما ستحمله من تبعات تجاه الشيشان وشعبها".



وأضاف: "سار فخامة الرئيس رمضان على نهج والده فنبذ الغلو والتطرف، وقطع دابر الإرهاب، فكان كالجبل الشامخ لا يتزحزح في مواجهة المتطرفين والإرهابيين بكل حزم وصرامة، وجعلها قضيته وقضيت الشيشان المحورية وذلك لخطورتها على الأمن الاجتماعي لجمهورية الشيشان". وقال كازبيك إسماعيلوف، رئيس مركز التواصل الثقافي والاجتماعي وعضو اتحاد الصحافة الروسية، إن "الشهيد أحمد حاجي قاديروف نجح في رسم خارطة طريق لتأصيل المفاهيم الشرعية والرؤية المستقيمة التي تضمن صلاح المجتمعات". واختُتمت الندوة، التي عُقدت في فندق إنتركونتيننتال فيستيفال سيتي سنتر بدبي، بكلمة عثمان أحمد عبد الرحيم مؤلف كتاب "أحمد حاجي قاديروف.. الرؤية الشرعية والمنهج الرشيد"، الذي أكد أن "إرث الشهيد قاديروف وأفكاره لا تزال ملهمة لمجتمعاتنا، فضلاً عن أنها نقاط ضوء في عالمنا الذي لا يزال يعاني الإرهاب والعنف والدمار".
جدير ذكره أن المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة منظمة دولية غير حكومية، يتخذ من العاصمة الإماراتية أبوظبي مقراً له، حيث يُعتبر بيت خبرة لترشيد المنظمات والجمعيات العاملة في المجتمعات المسلمة، وتجديد فكرها وتحسين أدائها من أجل إدماج المجتمعات المسلمة في دولها؛ بصورة تحقق لأعضائها كمال المواطنة وتمام الانتماء للدين الإسلامي. ويسعى المجلس، من خلال المؤتمرات والندوات والأنشطة إلى توطين مفاهيم التعددية الدينية والعرقية والثقافية، بما يحفظ كرامة الإنسان واحترام عقيدته وترسيخ قيم الاعتدال والحوار والتسامح والانتماء للأوطان.
















اشترك

اشترك في القائمة البريدية لتبقى علي تواصل دائم معنا