المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة يختتم مؤتمره "التكامل المعرفي بين العلوم الشرعية والعلوم الإنسانية والكونية تحقيقاً للعطاء الفكري والنهوض العلمي والشهود الحضاري"

  • 2021-Aug-01
نظم كلٌّ من المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، ومعهد ابن سينا للعلوم الإنسانية، ورابطة الجامعات الإسلامية، يومي الجمعة والسبت 30 و31 يوليو، مؤتمراً افتراضياً دولياً بعنوان "التكامل المعرفي بين العلوم الشرعية والعلوم الإنسانية والكونية تحقيقاً للعطاء الفكري

وقال معالي الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، إن "المؤتمر يقدم موضوعاً غير تقليدي ويسد فراغاً في الساحة الفكرية في العالم الإسلامي والعالم أجمع"، مؤكدا، في كلمتهبالجلسة الافتتاحية للمؤتمر، أن "موضوع المؤتمر يفتح آفاقاً أوسع للدراسة والبحث، ويقدم خطاباً للتوافق بين العلوم الإنسانية بالعلوم الشرعية والكونية".

وتابع معاليه قائلاً:"إن أساس العلوم الإنسانية والشرعية واحد، فالله هو الذي خلق النفس البشرية وهو الذي خلق الكون.. ولابد أن تتكامل أهداف ورؤى ما يخرج من هذه المصادر سواء أكان علماً شرعياً أم كونياً".

بدوره، نوه معالي الدكتور أسامة العبد، أمين عام رابطة الجامعات الإسلامية، في كلمته الافتتاحية، إلى أن "هذا المؤتمر جاء في زمان ومكانمناسب، نظراً لأهميته في تبادل المنافع بين العلوم الشرعية والعلوم الإنسانية والكونية"، موضحاً أن "التداخل المعرفي والتكامل العلمي بين التخصصات المختلفة هو سمة أساسية من سمات الحضارة الإسلامية".

من جهته، قال سعادة الدكتور محمد البشاري،أمين عام المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة،إن "العلوم والمعارف والثقافات المتنوعة تستند على الثروة الخام المتمثلة بالعقل البشري، وأن التكامل المعرفي محاولة مجتهدة لإخراج المفاهيم والعلوم من قاع الجب، وإنبات براعم الثقافات الغنية، وتفكيك قيودها الصلبة"، مضيفاً، في كلمته الافتتاحية، أنه "في ضوء المعطيات الهائلة من التطورات الميسرة والمسهلة لتدفق المعلومات بالغة الدقة، أصبح الإنسان أكثر تخصصاً، لكن التخصص لا يعني البتة أنه بالأمر السلبي، بل هو هدف تسعى لتحقيقه العديد من الجامعاتوالمؤسسات".

وفي المقابل،أوضحت الدكتورة فاتحة تمزارتي،من لجنة الإشراف والتنسيق للمؤتمر، أن "الفكرة الأساسية التي يراهن عليها المؤتمر هي معالجة القطيعة بين العلوم الإنسانية والكونية والعلوم الشرعية، وخاصة أن القطيعة بين العلوم وحتى الجغرافيات لها انعكاساتها السلبية على العلوم والمعرفة".

............................

وتحت عنوان "في الأسس النظرية للتكامل بين العلوم الإسلامية والعلوم الكونية"،بدأت مناقشة المحور الأول للمؤتمر برئاسة الدكتور محمد أزهري، من جامعة السلطان مولاي سليمان في المغرب، حيث أشارت المتحدثونإلى أن "ثمة أسس راسخة في حضارتنا الإسلامية تؤكد على أهمية التكامل المعرفي والعلمي بين العلوم الإنسانية والشرعية،وأن علماء الأمة الإسلامية لم يقصروا اهتماماتهم على الفقه والأدب والفنون، بل اهتموا وأبدعوا في علوم الطب والرياضيات والفلك والفيزياء، وقدموا تجارب وتطبيقات مثلت أسساً قوية للاكتشافات العلمية الحديثة".

فيما جاء المحور الثاني للمؤتمر بعنوان "تقويم تجارب التكامل المعرفي في النصف الثاني من القرن العشرين"، وركزت أوراق المحور على "التأكيد على التوأمة بين علوم الدنيا والدين في الأصول والتفاصيل، والتكامل المعرفي بين العلوم القرآنية والعلوم الكونية وعلوم عمارة الأرض، فالعلوم على اختلاف اتجاهاتها وتوجهاتها تكرس مبدأ التوحيد، وكل العلوم مصدرها الله سبحانه وتعالى".

أما المحور الثالث للمؤتمر فكانبعنوان "في أهمية التكامل المعرفي ودوره"، وركز المتحدثون فيه على عدة قضايا، "أولها التأكيد على أن التنوع الثقافي هو السبيل لتحقيق التكامل المعرفي، وأن التكامل المعرفي ضرورة حضارية، فالحضارات قوامها العلوم الشرعية والعلوم الكونية، وكلتاهما يسد جوانب النقص عند الآخر، ويضبط ميزان المجتمع".

وتمت عنونة المحور الرابع بـ "في بعض صور التكامل بين العلوم الإسلامية"، وتطرق إلى"الحديث عن التكامل المعرفي بين المستويات اللسانية وأثرها في المعاملات الاجتماعية والحالات النفسية، ثم نموذج النص الشعري في النص الشعري في أشعار عمر بن أبي ربيعة، وكيف جمعت أشعاره بين العلوم الشرعية والإنسانية".

بينما أكد المحور الخامس، بعنوان "تحديات التكامل المعرفي وشروط تحقيقه"، أن "موضوع المؤتمر هو مطلب علمي وأكاديمي"، وطالب بـ "ضرورة أن يخرج بتوصيات تؤكد على التكامل المعرفي بين العلوم الشرعية والعلوم الكونية، وخاصة أن بناء الجسور بين مختلف العلوم هو ركيزة في عملية البناء الحضاري".

أما المحور السادس والأخير فكان عنوانه "تطبيقات التكامل المعرفي في مناهج التعليم العام والجامعي"، وأشار المتحدثون فيه إلى "فرص وتحديات التطبيقات التكنولوجية والرقمية على طبيعة التكامل بين العلوم والمعارف، وأثر التكامل المعرفي بين العلوم الإنسانية في مواجهة ظاهرة التطرف من جهة، ودور هذا التكامل في بناء خطاب علمي رصين ومتماسكمن جهة أخرى.

واختتم المؤتمر الدولي الافتراضي "التكامل المعرفي بين العلوم الشرعية والعلوم الإنسانية والكونية تحقيقاً للعطاء الفكري والنهوض العلمي والشهود الحضاري"، بجلسة الباحثين، أكد فيهاالباحثونمن جامعتي السلطان مولاي سليمان،ومحمد الخامس بالمغرب،أن "التكامل المعرفي هو محور الرؤية المعرفية في القرآن الكريم، وأن التكامل الحضاري والإنساني يبقى التكامل العلمي والمعرفي ركيزة أساسية له".

............................

جدير ذكره أن المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة منظمة دولية غير حكومية، يتخذ من العاصمة الإماراتية أبوظبي مقراً له، حيث يُعتبر بيت خبرة لترشيد المنظمات والجمعيات العاملة في المجتمعات المسلمة، وتجديد فكرها وتحسين أدائها من أجل تحقيق غاية واحدة؛ وهي إدماج المجتمعات المسلمة في دولها بصورة تحقق لأعضائها كمال المواطنة وتمام الانتماء للدين الإسلامي. ويسعى المجلس، من خلال عقد المؤتمرات والندوات والأنشطة، إلى توطين مفاهيم التعددية الدينية والعرقية والثقافية، بما يحفظ كرامة الإنسان واحترام عقيدته، وكذلك ترسيخ قيم الاعتدال والحوار والتسامح والانتماء للأوطان.

 

 

اشترك

اشترك في القائمة البريدية لتبقى علي تواصل دائم معنا