المؤتمر الافتراضي "المصادر الرقمية في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها" يدعو لإنشاء منصة عالمية رقمية تعليمية تفاعلية

  • 2020-Jul-25

أكد المشاركون في المؤتمر السنوي الافتراضي الثالث عشر "المصادر الرقمية في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها"، برعاية المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة ورابطة الجامعات الإسلامية وتنظيم معهد ابن سينا للعلوم الإنسانية، على ضرورة إنشاء منصة عالمية رقمية تعليمية تفاعلية لتحقيق المشاركة الفعالة بين كل أطراف العملية التعليمية وتحسين جودة التعليم.

وانطلق المؤتمر، اليوم السبت 25 يوليو 2020 على تطبيق ZOOM ومواقع التواصل الاجتماعي، الساعة 9 صباحاً بتوقيت غرينيتش، ساعياً لتحقيق عدة أهداف، هي رصد الخبرات والتجارب الناجحة في تفعيل المصادر الرقمية في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، ومناقشة احتياجات معلمي اللغة العربية ومتعلميها من المصادر الرقمية خاصة في الظروف الطارئة مثل الظروف التي فرضتها جائحة كورونا، وكذلك الاطلاع على المستجدات الرقمية في إعداد مواد تعليم اللغات الأجنبية بغرض الإفادة منها، وتحسين أداء المؤسسات والمراكز المهتمة بتعليم اللغة العربية وتحسين أدواتها ووسائلها والإسهام في حل مشكلاتها لمواءمة الواقع الجديد عالمياً، فضلاً عن مناقشة المعايير العلمية لتوظيف المصادر الرقمية في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها.


الجلسة الافتتاحية

وفي كلمته الافتتاحية للمؤتمر الافتراضي، أشار معالي الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، إلى الأهمية البالغة لموضوع المؤتمر، وخاصة مع تفشي وباء كورونا، الذي أبرز أهمية المصادر الرقمية في مختلف أنواع العلوم، مؤكداً أنه في تجربة تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، نحن أمام جمهور مختلف اعتاد على تلقي اللغة وفق آلية وأنماط معينة من التعلم، وعلينا مراعاة ذلك الاختلاف، وأنه لابد أن نقدم اللغة العربية في سياق مختلف كلياً عن تعليمها في الدول العربية صاحبة اللغة الأم.

وشدد رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة على أهمية دور المعلمين ليكونوا نماذج في الريادة وتبني مبادرات تقوم على الإبداع والابتكار في تقديم اللغة للناطقين بغيرها، داعياً إلى تذوق القرآن الكريم ومصار التشريع كالسنّة، بأريحية وبدون أدوات ترجمة أو تعقيد للغة العربية، وتوظيف التكنولوجيا والمصادر الرقمية في اللغة العربية، والعمل المشترك لتقديم منصة تجمع المصادر الرقمية ليستفيد منها كل مَن يقوم على تعليم غير العرب اللغة العربية.

وقال معالي الدكتور أسامة العبد، أمين عام رابطة الجامعات الإسلامية، إن اللغة نعمة خص بها الله الإنسان وميزّه عن سائر الكائنات، فاللغة مقرونة بالفكر وقادرة على الإبداع والابتكار، موضحاً أن اللغة العربية من أقدم لغات العالم وأغناها، وهي لغة القرآن الكريم، وهي معتمدة عالمياً، وأساس متين لتفسير القرآن الكريم والسنّة والرابط الحقيقي لجميع المسلمين حول العالم، مؤكداً على ضرورة امتلاك معلم اللغة العربية مهارات عدة، كالخبرة الحقيقية الواسعة، وسعة الثقافة والاطلاع على التراث العربي، وتحقيق القدوة في سلوكه، وتقدير ثقافة المتعلمين، فضلاً عن الاهتمام بالقواعد اللغوية والأساليب الإنشائية والجانب الصوتي، وزيادة القدرة التنافسية بين المؤسسات المعنية.

ونوه معالي الدكتور عبد الله بن صالح العبيد، رئيس الرابطة العالمية لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، إلى تضاعفت مشكلات تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها بسبب كورونا، إلا أن الحرص على متابعة المستجدات يعكس النيّات المخلصة لمعالجة التحديات، مؤكداً الحاجة إلى مزيد من الدراسات والعطاء لتلافي هذا الأثر، وخاصةً مع الغموض الذي يكتنف هذا المرض، والقيام بمبادرات تستشرف المستقبل وتسهم بمعالجة واقع تعليم مستقل اللغة العربية، التي لم تكن بمنأى عن تحديات التعليم بشكل عام، فضلاً عن تصميم برامج ووسائل تعليم للغة العربية للناطقين بغيرها وتكثيف المحتوى والتركيز على العوامل والمستجدات، للخروج بأفضل المدخلات وأحسن المعالجات والمخرجات في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها.

وقال سعادة الدكتور محمد الظريف، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة محمد الخامس بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، إن الله تعالى أعزّ اللغة العربية في كتابه العزيز، وأغنتها الحضارات، فهذه اللغة ذات قيمة دينية وحضارية عظيمة لكل مَن يبتغي المجد والعُلا، مؤكداً إقبال العالم على تعلم اللغة العربية تقديراً لقوتها الحضارية والدينية والاقتصادية، فهي واحدة من أكثر لغات العالم انتشاراً، مشيراً إلى تجربة دولة الإمارات في دعم اللغة العربية، كعادتها في السبق والحضارة وإيمانها باللغة العربية والرقمنة والحضارة والتكنولوجيا لتحقيق الخير والنماء للإنسانية جمعاء، وكذلك الدور الكبير لجامعة محمد الخامس في أبوظبي في جعل اللغة العربية كقطب دائرة برامجها، فلدى الجامعة مشروع متكامل سيتم تعزيزه بمشاريع أخرى لتطوير اللغة العربية للناطقين بغيرها، مؤكداً أن تجربة الجامعة في التعليم عن بعد رهن إشارة هذا المؤتمر لتحقيق التواصل الإنساني.

وأوضح سعادة الدكتور محمود إسماعيل، أمين عام مركز الملك عبد الله لخدمة اللغة العربية، أنه مع تفشي وباء كورونا، أدرك الناس فجأة أن هناك إمكانات حاسوبية لم تتم الاستفادة منها بصورة مطلوبة، ولاسيما في تجربة التعليم عن بعد، مؤكداً وجود الكثير من برامج تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها على شبكة الإنترنت ينبغي الاستفادة منها وتحميل محتوياتها بسهولة، حيث تزخر شبكة الإنترنت بعدة مبادرات تعليمية خاصة ورقمية، كالمعاجم المتاحة، وحزم تعليم اللغات، والبرامج الموجهة لمعلم اللغة العربية، داعياً إلى الاستفادة من البرامج المخصصة لما فيه فائدة على تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وتنمية وتعليم مهارات الاستماع والمدونات اللغوية وغيرها من المصادر الرقمية المهمة.

وفي نهاية الجلسة الافتتاحية، استشرف سعادة الدكتور محمد بشاري، أمين عام المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، مستقبل التعليم الرقمي "عن بُعد" واصفاً إياه بـ"مسبار أمل" التعليم القادم، بعد أن أصبح المنهاج الرقمي الذكي أساس العملية التعليمية كاملةً ومواكبة التعليم الرقمي أصبح ضرورة عالمية لا رجعة فيها، مؤكداً أن تجارب تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها الناجحة مسبار أمل للانطلاق والتطوير، لذا لا بد من مزامنة التطوير الرقمي بمراعاة خصائص تدريس كل مجال نحو تعليم اللغة العربية الأصيلة بأنامل رقمية حديثة بعيدة عن التعقيد، داعياً لوضع إطار مرجعي عربي لتعليم العربية للناطقين بغيرها، وكذلك وضع اختبار عالمي لقياس الكفاءة اللغوية على غرار اللغات الأخرى، فضلاً عن إيجاد منصة تفاعلية تجمع وتنسق كل المبادرات تحت إشراف المؤسسات المتخصصة.

ودارت جلسات المؤتمر حول عدة محاور، منها واقع وتحديات مواقع تعليم اللغة العربية على الشبكة (الإنترنت)، وتطبيقات الأجهزة الذكية في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وتقويم مصادر تعليم اللغة العربية في مواجهة جائحة كورونا، والمدونات اللغوية وتوظيفها في تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى، وكذلك توظيف مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي في تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى، بالإضافة إلى دور المعاجم اللغوية الإلكترونية والألعاب والمباريات اللغوية الإلكترونية في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها أهم التحديات التكنولوجية التي تواجه اللغة العربية وتعليمها.

وجاءت الجلسة الأولى في المؤتمر تحت عنوان "توظيف مواقع الإنترنت وتطبيقات التواصل الاجتماعي في تعليم اللغة العربية للناطقين بلغات أخرى"، فيما ناقشت الثانية موضوع تقويم مصادر تعليم اللغة العربية في مواجهة جائحة كورونا، أما الثالثة فبحثت في تطبيقات الأجهزة الذكية في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وأخيراً الجلسة الرابعة جاءت تحت عنوان "قضايا في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها".

إنشاء منصة عالمية رقمية تعليمية تفاعلية 

وتوصل المشاركون في نهاية المؤتمر إلى جملة من التوصيات وهي:

أولاً: إنشاء منصة عالمية رقمية تعليمية تفاعلية لتحقيق المشاركة الفعالة بين كل أطراف العملية التعليمية وتحسين جودة التعليم، وذلك بتقديم برامج ذات كفاية معرفية ومنهجية تمكن طالب علم اللغة في المستوى التقعيدي والتداولي من إتقان المهارات اللغوية من خلال:

1- بناء وربط المناهج التعليمية بالتقنيات الحديثة مع توفير المصادر العلمية والاختبارات والواجبات في منصة واحدة، بإشراف ورعاية إحدى المنظمات الدولية أو المؤسسات الداعمة للغة العربية للناطقين بغيرها، الجامعة للمواد العلمية ذات العلاقة بمناهج التدريس عن بعد.

2- إعداد سلاسل تعليمية رقمية جديدة بمعايير ومرجعيات دولية تتناسب مع مستلزمات تعليم العربية للناطقين بغيرها عن بعد مع مراعاة اختلاف الثقافات المحلية.

3- إنشاء مكتبة رقمية للمصادر والمراجع والكتب التعليمية، تكون بمثابة بنك معلوماتية، وأرشيف للتجارب العالمية، المتخصصة بتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها.

4- الإفادة من تطبيقات الهواتف الذكية المشهورة في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها كتطبيق دونيلجو  (duolingo)وتطبيق مامريس  (memrise)وتطبيق بيزو (busuu) وغيرها.

ثانياً: وضع إطار مرجعي مشترك لتدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها، من خلال:

1- دعم وتشجيع البحوث والدراسات في مجال تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها فهما وإفهاماً وفق المعايير الدولية للتقويم وبناء الاختبارات الرقمية.

2- تحديد واعتماد معايير الجودة في تعليم اللغة العربية رقمياً للناطقين بغيرها.

3- تشكيل لجنة مختصة لوضع الخطط والآليات الدافعة بتطوير مناهج باللغة العربية للناطقين بغيرها.

4- إصدار مجلة علمية متخصصة في الدراسات والأبحاث ذات الصلة بقضايا تعليمية اللغة العربية للناطقين بغيرها عن بعد.

ثالثاً: تأهيل الموارد البشرية المتخصصة في تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها عن بعد، من خلال:

1- إقامة سلسلة دورات تكوينية، لتدريب المعلمين على استخدام المهارات الحاسوبية والتواصلية والتقنية، في الطرق البيداغوجية، الوسائل الديداكتيكية الحديثة وطرق تفعيل البرامج الالكترونية على الأجهزة الذكية.

2- التعاون بين خبراء التكنولوجيا واللغويين لتحقيق الاستفادة التقنية الكاملة، وتصميم تطبيقات لنشر اللغة العربية للناطقين بغيرها عبر الشبكة الدولية مع تبادل الخبرات بين الجامعات والمعاهد المختصة والاطلاع على التجارب الناجحة في استخدام التكنولوجيا في تعليم العربية للناطقين بغيرها.

3- تصميم دبلوم مهني خاص في تدريب معلمي العربية للناطقين بغيرها عن بعد.

4- إحداث جائزة تقديرية تشجع الباحثين على الابتكار في مجال تعليم اللغة العربية يرعاها المؤتمر في دوراته السنوية.

رابعاً: الدعوة إلى التنسيق بين كل من المجامع العربية والجمعيات والهيئات المختلفة المهتمة بخدمة اللغة العربية للناطقين بغيرها من أجل تطوير مناهج وطرق التدريس والرفع من مستوى الأداء المؤسساتي التعليمي.

خامساً: إعداد رؤية مستقبلية هادفة لتحقيق الاستثمار الأمثل لمواقع التواصل الاجتماعي في تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، مع ضرورة توفير بنية تحتية، لإنجاح عملية تعليم العربية لغة ثانية عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

سادساً: توفير الدعم المادي واللوجستي للبرامج اللغوية التي تدرس العربية للناطقين بغيرها عن بعد.

سابعاً: مواصلة تنظيم المؤتمر العلمي السنوي لمعهد ابن سينا للعلوم الإنسانية، الدارس لمواضيع تدريس اللغة العربية للناطقين بغيرها.

اشترك

اشترك في القائمة البريدية لتبقى علي تواصل دائم معنا