الدكتور كريغ كونسيدن: الرسول محمد (ص) عُرف بتواصله الإنساني مع اليهود والمسيحيين

  • 2021-Feb-13

نظم المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، السبت 13 فبراير 2021، محاضرةً افتراضية بعنوان (إنسانية النبي محمد "صلى الله عليه وسلم")، تحدث فيها الدكتور كريغ كونسيدن، الأستاذ في قسم علم الاجتماع بجامعة رايس في الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك على مواقع التواصل الاجتماعي للمجلس.

وقال الباحث الأمريكي كريغ كونسيدن، صاحب كتاب (إنسانية محمد.. نظرة مسيحية)، إن الرسول الكريم محمد (ص) كان رائداً في السياسة والثقافة والدبلوماسية وحوار الأديان وكافة مجالات الحياة، من خلال شغفه بحوار الحضارات والأمم، وإدراكه للثقافات والقيم والمبادئ، وتركيزه على التسامح بين الأديان، واحترامه للديانات الإبراهيمية الأخرى.

وأكد كونسيدن أن الرسول (ص) كان يتصف بالهدوء والحكمة والتفكير، ويحارب العنصرية في المجتمع، وكان معروفاً بريادته في العمل الخيري والمجتمعي، وتأكيده على المساواة والسلام بين البشر، فضلاً عن تواصله الإنساني الإيجابي مع اليهود والمسيحيين، وكرم ضيافته مع الديانات الأخرى دون أن يتعارض ذلك مع الإيمان.

وأضاف الباحث الأمريكي: "كانت رسالة سيدنا محمد (ص) وسيدنا عيسى (عليه السلام) تحقيق الأخوة والكرامة الإنسانية بين البشرية جمعاء"، مؤكداً أن الإنسانية هي مجموعة مبادئ أساسية أرساها الرسول الكريم محمد (ص)، وهذه المبادئ هي عدم العنصرية وعدم الانحياز وحقوق المرأة وبناء المعرفة والأخوة الإنسانية، وغيرها، مؤكداً بقوله "كعالم في علم الاجتماع، أرى الإنسانية مبدأً اجتماعياً مهماً، وأفهم حياة الرسول بكيفية تفاعله مع الآخرين، سواء مع أسرته أو صحابته أو مع الأمم الأخرى أو حتى مع أعدائه".

كما أشار الباحث في علم الاجتماع كريغ كونسيدن أنه ركز في كتابه على الوحي والتفاعلات المختلفة للرسول مع الديانات الإبراهيمية الأخرى، منوهاً لدستور المدينة المنورة، الذي وضعه الرسول (ص)، كأول عقد كُتب في العصر الحديث، حيث تم التأكيد فيه على حقوق الإنسان والكرامة الإنسانية، موضحاً أن الاختلاف ليس مشكلة، بل يجب علينا أن نتفق على كيفية إدارة الاختلاف والتفكير في القيم الخاصة بإيماننا وبالتبادل الإنساني.

وكان الباحث الأمريكي الدكتور كريغ كونسيدين، أشار في بحث سابق له، أن الرسول محمد (ص) اقترح نظام الحجر الصحي والنظافة خلال الأوبئة منذ 1300 عام، مؤكداً أن الرسول كانت لديه نصيحة جيدة لمنع ومكافحة تطور الأمراض الفتاكة مثل "كوفيد 19"، وأوصى بإبعاد المصابين بالأمراض المعدية عن الأصحاء وشجع الالتزام بممارسات النظافة التي تبقي الناس في مأمن من العدوى، حيث لقى هذا بحث العلمي تفاعلاً واسعاً وترحيباً كبيراً في العالم.

جدير ذكره أن المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة منظمة دولية غير حكومية، يتخذ من العاصمة الإماراتية أبوظبي مقراً له، حيث يُعتبر بيت خبرة لترشيد المنظمات والجمعيات العاملة في المجتمعات المسلمة، وتجديد فكرها وتحسين أدائها من أجل تحقيق غاية واحدة؛ وهي إدماج المجتمعات المسلمة في دولها؛ بصورة تحقق لأعضائها كمال المواطنة وتمام الانتماء للدين الإسلامي. ويسعى المجلس، من خلال عقد العشرات من المؤتمرات والندوات والأنشطة الافتراضية إلى توطين مفاهيم التعددية الدينية والعرقية والثقافية، بما يحفظ كرامة الإنسان واحترام عقيدته ويرسخ قيم الاعتدال والحوار والتسامح والانتماء للأوطان.

اشترك

اشترك في القائمة البريدية لتبقى علي تواصل دائم معنا